سنتطرق في هذا المقال الى ثلاث محاور: التحولات في شهر رمضان، وبعض أمراض الجهاز الهضمي في رمضان والمحور الثالث عن التغذية.

التحولات في رمضان:

ما هي التحولات الناتجة عن الصيام؟

  • تحولات على المستوى الفيزيولوجي وفي وثيرة عيش الصائم: والتي تنقسم الى تحولات هرمونية وأخرى بيولوجية:
  • التحولات الهرمونية:

- نقص في افراز مجموعة من الهرمونات (الأنسولين، اللبتين بالليل، الهرمونات الجنسية والدرقية وهرمون الكاسترين)

- ارتفاع في إنتاج هرمونات أخرى (كليكاغون، هرمون النمو والكورتيزول)

  • التحولات البيولوجية:

نلاحظ حدوث تحولات في نسبة السكر والكلسيوم في الدم ونسبة الكولسترول الكلي و البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، وانخفاض: مؤشر كتلة الجسم (imc)، ومؤشر هوما HOMA-I، وانخفاض (IL-8, II-2, TNF-a).

 

  • التحولات المرتبطة بوثيرة الحياة:
  • تصبح الوجبات متقاربة بشكر كبير من حيث الكمية والمكونات
  • ارتفاع الحصة الغذائية والطاقية (ولائم مليئة بالدهنيات والسكريات)
  • تحول في مواعيد الوجبات
  • افتقار للفواكه والخضر والذي يعد أمرا غير جيد

فبالإضافة الى التحول الكمي، يلاحظ كذلك التحول النوعي، حيث اثبتت دراسة سعودية وجود ارتفاع في نسبة الدهنيات، وأشارت دراسة أخرى تونسية إلى ارتفاع في نسبة الدهنيات مقارنة مع البروتينات  

اضطرابات في النوم: نلاحظ تقلص مدة النوم بساعتين الى أربع ساعات مع انخفاض في جودة النوم بسب تجزئته لفترات قصيرة

  • تغيير في النشاط: انخفاض المجهود البدني، وتقليص عدد ساعات العمل

هذه التحولات تأثر على الجهاز الهضمي والذي بدوره يؤثر على النوم فيدخل الشخص في دورة سلبية.

الصيام الطبي أو الصيام المتقطع: صيام رمضان هو نوع من الصيام المتقطع، والفرق بينهما هو أن الصيام الطبي المتقطع تكون فيه وجبات قليلة السعرات الحرارية وخفيفة (مع وجود وجبات نهارية خلافا لرمضان)، بينما تكثر مع الأسف في رمضان الوجبات الليلة المليئة بالسعرات الحرارية والغنية بالمواد الدهنية، بالإضافة إلى أن هذه الوجبات الدسمة يتبعها مباشرة الذهاب للنوم وهذه الأمور غير منصوح بها.

هل إذا أصلحنا هذه السلوكيات سنستفيد من صيام صحي؟
مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "صوموا تصحوا"، وذا هو المنشود، فقد أبرزت دراسة  ماليزية  أجريت على مرضى السكري النوع 2 المسموح لهم بالصيام بعد أن قسمتهم الى مجموعتين : مجموعة تمتعت برعاية معيارية عادية أي أنها اتبعت النصائح المتعارف عليها و مجموعة أخذت توعية غذائية و متابعة منتظمة و تابعت نظاما غذائيا علاجيا منتظما، عند هذه الأخيرة سجلت مجموعة من المؤشرات : انخفاض نسبة الجليكوز ، وانخفاض ثلاثي الغليسيريد و انخفاض في الهيموجلوبين السكري (HbA1c)  أو ما يعرف بخزان السكر، مقارنة مع مجموعة أخرى و مقارنة مع نفس المجموعة قبل رمضان يعني ان هناك تحسن في أخر شهر رمضان مقارنة مع قبل رمضان و هذا يعني أنه كانت هناك توعية و انضباط من ناحية النوم ، والنظام الغذائي و النشاط البدني، فالصيام إذن أصبحت له فائدة، والسلوكيات الخاطئة كالوجبات الدسمة وقت الإفطار و اضطراب النوم لا تكون في صالح الفرد.

 

  • أمراض الجهاز الهضمي ورمضان:
  • ماهي أثار الصيام على الجهاز الهضمي؟
  • يوفر الراحة مهمة للأنبوب الهضمي بإعطائه فرصة الاستعادة والتجديد، وفي المقابل، نجده يتعرض كذلك لاضطرابات من قبيل:
  • زيادة إفراز الحموضة المعدية،
  • زيادة إفراز وعمل ‘' الببسين ''.
  • هذه الزيادة تستمر لمدة أسبوعين إلى 4 أسابيع ++ بعد رمضان،

وأكثر مرض يتأثر بارتفاع إفراز الحموضة: قرحة المعدة أو الاثني عشري.

  • قرحة المعدة والاثني عشري:
  • السبب الرئيسي: (hélicobacter pylori) بكتيريا المعدة الحلزونية؟
  • خلال شهر رمضان: اعتلال غشاء المعدة باجتماع العوامل التالية:
  • ارتفاع القلق بسبب السهر الطويل المؤدي إلى التشنج في النهار.
  • انخفاض نسبة السكر في الدم، ما ينتج عنه زيادة إفراز الحموضة.
  • طول مدة فراغ المعدة بعد الوجبات خاصة في غياب وجبة السحور، وبه يغيب دور المواد الغذائية في تعديل حموضة المعدة.

كل هذا قد يؤدي إلى بعض المضاعفات، كما تشير بعض الدراسات، مثل الدراسة التركية التي بحثت عن الثقوب الناتجة عن القرحة المعدية أو الدراسات التي اهتمت بالنزيف الناتج عن قرحة المعدة والاثني عشري والتي شاركت فيها مصلحة الجهاز الهضمي بفاس، فقد وجدت هذه الأخيرة أن هناك زيادة في عدد الوافدين الى المستشفى خلال رمضان لإصابتهم بتلك المضاعفات – أي الثقوب والنزيف الناتج عن القرحة، الشيء الذي يدعونا للتساؤل: هل يمكن لمرض القرحة الهضمية أن يصوم؟

  • القرحة الهضمية الملتئمة والقضاء المثبت على الجرثومة HP الحلزونية ==> الصيام دون علاج وقائي
  • القرحة الهضمية الملتئمة مع وجود محتمل ل HP ==> ضرورة بدء العلاج الوقائي بواسطة مثبطات مضخة البروتون (IPP) أسبوعا قبل شهر رمضان المبارك و طيلة الشهر، و تستمر بعده لمدة لا تقل عن أسبوعين.
  • مريض القرحة الهضمية التطورية: نعم بشروط، فالحالة العامة تشير إلى أنه من الأفضل تجنب الصوم، لكن هناك دراسات إيرانية وتونسية تقول بأنه في حال كان هؤلاء الأشخاص ملتزمين بأخذ مثبطات مضخة البروتون بانتظام والإفطار عند الإحساس بآلام حادة، وإن كان دقائق أو ساعة بعد الإفطار فالصوم لا يشكل خطورة عليهم، ولا تكون هناك مضاعفات إذا احترمت هذه الشروط.
  • القرحة الحادة: هي انتكاسة حادة في القرحة المزمنة، و يلزم عند حدوث مضاعفات لها اتباع علاج معين ويمنع الصيام في هذه الحالة.

 

  • نصائح لمرضى التهاب الأمعاء في رمضان:
  • بصفة عامة، لا يشكل الصوم مشكلة بالنسبة للحالات الالتهابية نفسها (داء كرون crohn، والتهاب القولون التقرحي (RCH، بل يكون هناك تحسن في المزاج لهؤلاء المرضى.
  • المسموح لهم بالصيام: -حالة مستقرة،

                          - تناول الأدوية، مراعاة توصيات الطبيب.

  • غير المسوح لهم: -وضع المريض الغذائي سيء

                     - عندما يكون المرض ذو فاعلية عالية، يجب على الأقل المواظبة على الشرب

                          - عندما يكون الالتهاب لا يزال قائما على الرغم من التحسن الذي طرأ على حالة المريض السريرية.

  • ماذا عن مرضى الكبد؟

-يمكن لمرضى الالتهاب الكبدي المزمن المستقر وغير النشط الصيام في رمضان.

والذين لا يجب عليهم الصيام هم مرضى:

التشمع الكبدي     (B +\- A   (Child   يمكن الصيام بشروط

- child c  ( المرضى الذين تظهر عليهم أعراض الفشل  الكبدي)

- الالتهاب الكبدي الحاد

- مزامنة مرض السكري

  • حرقة المعدة (الارتجاع المريئي) أثناء صيام رمضان:

ألم حارق وشعور بعدم الارتياح بأسفل عظمة الصدر

السبب: الارتجاع المعدي المريئي

تكون هناك زيادة في الحرقة لكن هناك دراسات وجدت العكس: أن هناك تحسن لدى بعض الأشخاص، ونعزو الزيادة لعدة أسباب:

كنتيجة لامتلاء المعدة والإصابة بالتخمة وعوامل أخرى. (الاجهاد والضغوطات النفسية، النوم بعد الأكل مباشرة...)

ما العمل؟

علاج حرقة المعدة والوقاية منها أثناء صيام رمضان:

- تجنب النوم بعد تناول الطعام لمدة ساعتين على الأقل

- ارفع رأس سريرك بما يقارب 20 سم (وليس الوسادات لأن هذا سينعكس سلبا على العنق)

- التوقف عن التدخين

- تناول الطعام باعتدال، وتجنب التخمة وتقسيم الوجبات

- تجنب الأغذية الغنية بالدهون، كالأغذية المقلية، والغنية بالدسم

- الحد من تناول الكافيين مثلا: القهوة والشكولاتة والشاي لأنها تؤثر على العضلة العاصرة السفلى المريئية وبالتالي تزيد من حدة الارتجاع.

- شرب الماء بما لا يقل عن 2 لتر، موزعة على طول فترة الإفطار.

- تناول وجبة الإفطار على مراحل وببطء، حيث بالإمكان البدء بالتمر وكوب من الماء

- ممارسة تمارين رياضية خفيفة تساعدك على الهضم مثل المشي (ساعتين بعد الإفطار)

- مواصلة تناول الادوية المعالجة للحرقة لمن كانوا يتناولونها مسبقا كمثبطات مضخات البروتون (30 دقيقة قبل السحور على معدة فارغة)

  • الإمساك في رمضان:

يعد الإمساك من المشاكل الكبيرة التي يعاني منها الكثير من الناس نظرا لأسباب متوقعة وهي:

- التغيير المفاجئ في النظام الغذائي:

  • الأطعمة الدسمة والأصعب في الهضم
  • مستوى مرتفع من الدهنيات
  • اهتمام أقل بالألياف +++

- عدم تناول القدر الكافي من السوائل

-قلة الحركة، الكسل والخمول

- تغيير نظام النوم

كيف يمكن أن نعالج مشكلة الإمساك في رمضان؟

  • الاكل على مراحل
  • نظام غذائي يحتوي على الكثير من الألياف الغذائية (الحبوب الكاملة، الخضار والفواكه)
  • فيتامين ب يعمل على تحسين وظائف وعمل الأمعاء (اللبن، التين، العنب، العسل الأسود، الحبوب الكاملة)
  • شرب الماء: الكمية المناسبة، على مراحل موزعة على طول فترة الإفطار، واستبدال الماء شديد البرودة بالفاتر (فالماء البارد مثبت علميا أنه يعطل حركة المعدة والأمعاء)
  • السوائل: الحساء، العصائر الطبيعية، تناول الفواكه والخضار ذات النسب العالية من الماء كالبطيخ، الشمام، والخيار والطماطم ...
  • لا للكافيين والمشروبات الغازية لأنها مدرة للبول
  • في الحركة بركة
  • نظم نومك
  • السحور: تأخير السحور، الأغذية ذات النسبة المرتفعة من السوائل والألياف

 

  • التغذية في رمضان:
  • بعض النصائح العامة:
  • الاستعداد لرمضان قبل دخوله (تغذية متوازنة صحية، الابتعاد عن التدخين...)
  • خلال رمضان: تغذية مقسمة ومتوازنة كيفا وكما (الماء+++، الفاكهة والخضروات ++، وتجنب السكريات السريعة الزائدة والدهون).
  • أعطت منظمة الصحة العالمية بعض النصائح من أجل وجبات متوازنة:

- السحور وجبة مهمة جدا، يجب أن تحتوي على:

  • السوائل،
  • الالبان (جبن خفيف الملح\ لبنة \ لبن) و\أو بيض++،
  • والأطعمة التي تحتوي على السكريات البطيئة: السميد والطحين والحبوب الكاملة ...
  • الأغذية الغنية بالألياف الغذائية من تمر، زبيب شريحة، فواكه أو خضر،
  • تفادي الأغذية المالحة والمنبهات \ شرب القهوة أو الشاي،
  • تفادي تناول الوجبات الدسمة والسكريات.

     - الإفطار:

  • تناول التمر عند بدء الإفطار مع كوب من الماء ثم الصلاة
  • تناول الطعام ببطء
  • الخضروات والحبوب الكاملة
  • اللحوم الخالية من الدهون والدجاج بدون جلد والأسماك (مشوية أو مطهوة في الفرن)
  • تجنب: الماء البارد، الإفطار على أطعمة دهنية، كميات كبيرة من الحلويات، كميات كبيرة من الطعام دون تجزئة.

- أخذ قيلولة في فترة ما بعد الظهر.

- عدم النوم بعد تناول الطعام.

- تجنب السهر لفترات طويلة.

- اتخاذ شهر رمضان فرصة ذهبية لبدء الإقلاع عن (التبغ ...)

  • الرياضة في رمضان:

ممارسة الرياضة في رمضان من أفضل الطرق:

- لحرق الدهون المخزنة بالجسم وإنزال الوزن أو المحافظة عليه

- أفضل أنواع الرياضة في رمضان هي رياضة المشي والسباحة أو أي رياضة خفيفة في أجواء معتدلة غير حارة.

وأفضل وقت لممارسة الرياضة في رمضان:

- ساعة قبل الإفطار أو بعده بساعتين أو 3 ساعات.

- ينصح بعدم ممارسة الرياضة مباشرة بعد تناول وجبة الإفطار لتجنب عسر الهضم،

- ينصح بعدم ممارسة الرياضة العنيفة أثناء الصيام وذلك لتجنب التعب والشد العضلي والجفاف.

  • نصائح الوصفات الطبية

-يفضل تناول الدواء (مضادات الحموضة PPI) قبل وجبة السحور.

- بالنسبة للأدوية التي تؤخذ مرة واحدة في اليوم، ينصح بتناولها بعد الإفطار.

- الأدوية التي تؤخذ مرتين في اليوم، ينصح بتوزيعها بين وجبة الفطور ووجبة السحور.

- يفضل الدواء ذو المفعول طويل الأمد إن وجد.

- يجب عدم نسيان أنه يمكن علاج المريض في حال الاستعجال بواسطة الحقن العضلية أو الوريدية أو عن طريق الشرج.

  • لا تعد مبررات للإفطار:
  • وسائل التشخيص الآتية:

- تحسس الشرج

- أخذ عينة من الدم

- المنظار الهضمي الفوقي والسفلي

- الخزعة الكبدية biopsie hépatique

  • الأدوية التالية:

- حقن عضلية ووريدية قصد العلاج

- الأكسجين والغاز المخدر

- تحاميل

- غسل الشرج

  • توصيات منظمة الصحة العالمية لرمضان في ظل جائحة كوفيد-19
  • الصوم:

         -الأصحاء: ليس هناك دليل يثبت ضرر الصيام بل يمكن أن يكون مفيدا لهم.

         - المرضى بعدوى كوفيد-19: تنصحهم المنظمة بعدم الصوم.

  • النشاط البدني: داخل البيت بالاستعانة بفصول التمارين الرياضية على الإنترنيت.
  • الحمية الصحية والتغذية: الأطعمة الطازجة وغير المعالجة وشرب كمية كافية من الماء كل يوم.
  • تعاطي التبغ.

- وختاما، ننصح المرضى باستشارة الأطباء إذا كانت لديهم أمراض مزمنة.